تسخط الزوج إذا ولدت زوجته بنتاً


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

 

هذا الصنيع ولا شك من أعمال الجاهلية الأولى ، وأخلاق أهلها الأجلاف ، الذين ورد ذمهم ، والتشنيع عليهم في الكتاب والسنة .

 

وما أشبه الليلة بالبارحة ، فلو زرت مستشفى للولادة في بلاد المسلمين ، وقلبت طرفك في وجوه الحاضرين ممن ولد لهم بنات ، وراقبت كلامهم ، وسبرت أحوالهم لرأيت توافقاً عجيباً وتطابقاً غريباً بين حال كثير من هؤلاء وحال أهل الجاهلية الذين قص الله تبارك وتعالى علينا خبرهم ، وأنهم {إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} [ النحل /58-59]

 

ومن مظاهر التسخط بالبنات أن يُكتشف في بعض المستشفيات ما برحم المرأة من ذكر أو أنثى ، وذلك عبر الأشعة الصوتية ، فإن كان ذكراً بشّروا ، وإن كان أنثى أقصروا ! وهذا الأمر جد خطير ، ويترتب عليه عدة محاذير ، منها :

 

أنه اعتراض على قدر الله عز وجل .

 

أنه رد لهبته سبحانه وتعالى بدلاً من شكرها ، وكفى بذلك مقتاً وتعرضاً للعقوبة .

 

أن فيه إهانة للمرأة ، وحطاً من قدرها ، وتحميلاً لها ما لا تطيق .

 

كما أنه دليل على السفاهة والجهل ، والحماقة وقلة العقل .

 

كما أن فيه تشبهاً بأخلاق أهل الجاهلية .

 

فما أجدر بالمسلم أن يتجنب تلك المسالك ، وأن ينجو بنفسه من تلك المهالك ، فالتسليم لقدر الله أمر واجب ، والرضا به من صفات المؤمنين .

 

ثم إن فضل البنات لا يخفى ، فهن الأمهات ، وهن الأخوات ، وهن الزوجات ، وهن نصف المجتمع ويلدن النصف الآخر ، فكأنهن المجتمع كله . انظر تحفة المولود في أحكام المولود لابن القيم ص 16

 

ومما يدل على فضلهن أن الله عز وجل سمى إتيانهن هبة وقدمهن على الذكور في قوله تعالى : {يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور}  [الشورى /49]

 

وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بين فضلهن وحث على الإحسان إليهن كما في قوله : « من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهم كن له ستراً من النار» ) رواه البخاري 1418 مع الفتح ، ومسلم (2629 )

 

المصدر: من كتاب الإيمان بالقضاء بالقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 160

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *